لا أستطيع أن أقول أني ابن «الجيل» الذي تشكّل وعيه السياسي على أشعار أحمد فؤاد نجم وأغاني الشيخ إمام، ببساطة لأن مشروعهما الفني والسياسي عابر للأجيال، في إبداعاتهما المشتركة ما يجمع بين هذه الأجيال من الناحية الزمنية، والمكانية حيث كانت فلسطينية وسورية وتونسية وعربية بالقدر نفسه الذي كانت فيه مصرية، ويربط بينها من الناحية الفكرية والسياسية، لتشارك هذه الأغنيات والأشعار في تشكيل هوية فكرية يسارية لشباب أي جيل منذ انطلاق مشروع نجم وإمام إلى اليوم، هوية هي من ناحية مقاومة للاستبداد الداخلي وللاحتلال الخارجي، ودون مزح. وهو ما يميز هذا المشروع، مشروع لم يتعطّل بموت الشيخ إمام ولن يتعطل بموت أحمد فؤاد نجم، فخلال السنوات الطويلة الماضية رسّخ حضوره بين جميع أجيال الشباب وغير الشباب، وهو ما سيستمر في السنوات القادمة.
وأنا فعلاً ابن أحد هذه الأجيال، ولقسم كبير من تكوين وعيي السياسي يعود لمشروعهما الفني، وجميل أن يكون للفن والشعر هذا الدور.
Advertisements